ماء ثانية
ماء لا يتوقف
لا يمكن تقييده.
ماء تحرّر, خرج عن طوره
حيث لا أرض يستوعبه,
مالح للعرق الذي
صُبّ فيه يومياً.
في المكان المنتظر, كحبل يشدنا
و يربطنا معاً,
لكي نصل حتى
الشاطىء
برد قارص ولكن سريراً على الأقل
لنستريح, أهذا ما بعد الثلم
الذي يجتازه البحر
أهذا هو انتقام البحر,
ماء لم يتوقف أبداً
حيث تكون و عرض دوامات
في أمواج و ذرى بتكوينات محدثة
و فراغات أكثر رعباً من الليل,
هو ماء لا يمكن تقييده
لا أرض تستوعبه.
كان الحبل يمسك بحطب كرتون
ليعمل منها زورقاً
و كان يربطنا كجسد واحد
بنفس كريه و لاهث,
يا للمشقة مع ذاك الحبل
مشدود ولكن لا ينفصل عن الأمواج
من الملح المبرغل القاحل
و الماء ذو النفس الخائر.
تلك الحركة: تحطيمها
كنا نتمنى ولكن كان يجب
الانتظار بعد, لنكون جسدا واحداً
ضد الماء
لكي نتفادى الأعماق.
لم تتحرر على الشاطىء, ليست طليقة
و لا سرير
لا سلام, لا هواء لا ضوء
ولكن كل شيء في زجاج حاد محطم
مسندين بحيطة فوق قطعة أرض
إسمنت مخنوق و خيوط و أحبار
- نقاط ماء أكثر سواداً
نحن في نسق مشتت نحو بيت الجرحى
حيث شظايا الجسد
يقودها نفس ذاك الحبل,
مشدودين بعد, منقادين بقسوة:
نحن إذن بصمات, ولكن مشوهة
بطريقة مرعبة
نفس تلك البصمات المتروكة على الشاطىء.
ترجمة: يوسف وقاص