El Ghibli - rivista online di letteratura della migrazione

عربية / english / español / franais



البناية السكنية

بقلم: ميا ليكومتٍهْ

"أنا لست حزيناً. ولكنني
أندهش إذا ما نظرت إلى الحديقة ...
أندهش من ماذا؟ لم أشعر
أبداً طفلاً لهذه الدرجة.
أندهش من ماذا؟ من الأشياء.
الأزهار تبدو لي غريبة,
ستكون هنالك دائماً الورود
ستكون هنالك دائماً أزهار البتول.
(ج. غوتزانو)

أنّا عطست و لم تجد المنديل. إلاريو كان ينظف النظارات بأحد أكمام المعطف الواقي, و كان واضحاً تماماً أنه غير راضٍ عن النتيجة. البواب استخدم منديل كلينكس ليجفف دموع الكلب بنظرة سأم. الكلب كان يجلس على قطعة من القماش. أنّا استطاعت أن تفتح باب المدخل و تطلب المصعد. إلاريو ارتدى النظارات و جربهم بإتجاه الكلب. عَبَرَ البوابة بدون مظلة في الاتجاه المعاكس لأنّا بعيون غاشية بعض الشيء. البواب ألقى بمنديل الكلينكس و نظر متأثراً إلى الكلب النائم. إلاريو عاد بسرعة بحثاً عن المظلة, لم يجدها و خرج مجدداً. أنّا لم تشعر بشيء لأنها كانت تتواجد في المصعد. البواب قرر أن يدعو الكلب ليتناولا الطعام في مكان ما. كانت مفاجأة تتكرر كل يوم و الكلب استيقظ بكسل و هو يتثاءب. البواب لم يهتم للأمر و سبقه. مشيا بصمت تحت مظلة إلاريو.
أنّا أغلقت الباب و أصبحت في البرازيل. بعد يوم طويل من التحضيرات, الرحلة كانت بحق على السرير. كل شيء كان منظماً. لم تعد مضطرة للكذب بعد الآن: السكرتير الهاتفي كان جاهزاً ليفضح حقيقة اختفائها. و جرس المدخل لكان قرع بلا جدوى. طبعاً, كان يلزم التحرك بخفة: البواب المنغلق في حجرته, كان حساساً للضجيج القادم من الأعلى. "في الحقيقة على بعد بضعة أمتار من رأسك" كان يصرّ على لفت انتباهها للكلب. ولكن البواب كان يظل حساساً. أنّا كانت لا تملك كلباً, كانت تملك ببغاءاً, الذي كان يبدو و كأنه خلق لا لشيء سوى ليتكلم بلا هوادة. قبل أن تذهب إلى البرازيل كانت قد ائتمنته لدى صديقة تحب الأشياء الغريبة. أنّا كانت تعرف أيضاً أنها غيورة. في البرازيل يشعر المرء و كأنه في بيته, فوق كل شيء إذا كان يملك شيئاً من سمات البرازيليين. و أنّا التي هي فعلاً كذلك, كان من الصعب أن تنساه.
كان يجب أن تبقى بعيدة لأسبوع واحد فقط ولكنها كانت قد نظمت كل شيء بدقة: الخادمة التي تشتغل بالساعة كانت قد سمحت لنفسها فترة لا بأس بها من العطلة, الأباجورات كانت مغلقة جيداً, الثلاجة كانت مليئة تماماً. و أنّا, في سريرها كانت تشعر بأنها كائن آخر.
في هذه الأثناء, الأصدقاء كانوا مضطرين للبقاء في البيت داخل المدينة. لم يكن في استطاعتهم تخيل ماذا يعني أن تبقى مضطراً لملازمة البيت في البرازيل. حتماً كانوا يتكلمون, و حتى لو كان يتراءى لها و كأنها تصغي إليهم, كانت تشعر أكثر قرباً من البرازيل: كانت تعدو على الشاطىء, ترقص السامبا, تلعب كرة القدم, باختصار, كانت تفعل كل تلك الأشياء التي يفعلونها عادة في البرازيل. , أنّا نامت فعلاً تحت الشمس المحرقة. غالباً ما كانت تغفو هكذا عندما كانت في ريعان صباها. وعندما تزوجت أيضاً. كان توجد دائماً موسيقى في البرازيل, و هي كانت تغفو بصحبتها, في الحر. كان من الصعب أن تبقى وحيداً, بينما الآخرين لا وجود لهم. هنا يملكون الكثير منهم, و من الضروري قول شيئاً ما, كان يجب إرضائهم, بمفردك. و لهذا السبب أنّا كانت تسافر بين فترة و أخرى إلى البرازيل. في أحد الأيام فازت أيضاً مسابقة للجمال. تزوجت بحق و هي شابة و مندفعة, يشهد على ذلك الصور الموجودة على الطاولة في الصالون. و عندما كان أحد ما يستفسر عن الصور, أو عن زوجها, أنّا كانت تريهم إياها. لا شيء آخر. وبينما كانت تبدأ الكارنفال بأسطوانة, كانت تبتسم سعيدة, في ريو دي جانيرو. زواج أنّا لم يستغرق أكثر من عدة ثوان: جامدان, متكلفان أمام عدسة الكاميرا, و إبتسامة للمناسبة. ثم بدأ كل شيء يأخذ مجرى مختلفاً. أنّا تملك الآن صديقاً دائماً. الصديق كان لا يريد أن يرى الصور. و لم يكن يريد حتى أن يسمع عن مسابقة الجمال. كان يتأملها برقة, الشعر مصبوغ من فترة. ولكن أنّا كانت لا تعرف ما تفعل به. لم تكن تقدمه لأحد و إلا لكانوا حسدوها. لم تكن تستطيع حتى أن تأخذه إلى البرازيل. إذاً كان من الأفضل نسيان الموضوع. أنّا كانت تنام. البيت كان مظلماً, الظلام كان يسود في الخارج أيضاً. لم تكن المرة الأولى التي تسمع فيها قرع الجرس, ولكنها خافت و تكورت على نفسها في السرير. الجرس لم يصر كثيراّ و تداخل مع ضجيج المصعد الذي كان يبتعد. أنّا احتضنت نفسها بقوة لكي تستعيد حر البرازيل. عندما استيقظت شعرت بالجوع و في المطبخ ترددت طويلاّ قبل أن تقرر أكل تفاحة. الجرس رنّ مرة أخرى و أنّا قضمت التفاحة بتؤدة, خوفاً من أن يسمعوها و هي تمضغ. ثم ساد الصمت مجدداً. لم يكن من الحكمة إشعال التلفاز, ولا حتى المذياع. في النهاية لم تكن بحاجة إليهم. كان الصمت مخيماً, صمت الغابات في البرازيل. كان يتناهى لسمعها أحيانا صوت موسيقى ولكن سرعان ما كان يتلاشى. و إذا ما تكلم شخص ما, كان صوتها يتغير فوراّ, كان يصبح عذباً. ثم يخيم الصمت. الغابات كانت باردة, و الصمت كان معطراً.
أنّا عادت إلى السرير. في النهاية كانت لا تزال متعبة. غفت. في الصباح استيقظت على صوتها هي. السكرتير الهاتفي كان يبث صوتها بالنبرة الأكثر إقناعاً, و عندما أنهت المهمة, أنّا حضّرت الفطور. الإصرار كان لا يزال سيد الموقف ولكن سرعان ما كان سيتلاشى و فيما بعد, كل ما كان سيبقى هو الانتظار فقط. قطعة من البسكويت سقطت في كوب الشاي مما جعل أنّا تنرفز. حاولت أن تصطادها, ولكن مرة أخرى صوتها جعلها تقفز. إلى متى يجب أن نتكلم, و الآخرين كانوا يسألون دائماَ نفس الأسئلة. نرفزت ولكن صوتها لم يغير من نبرته, بقي نفسه. في النهاية كانت مسرورة من أنها ستستريح. كانت قد ركضت لأيام من مكان إلى آخر. كانت تعمل كثيراً, ولكنها كانت مستعدة أيضاً للتوقف, لو عرفت فقط في أية نقطة. في البرازيل الأمر بسيط للغاية: إذا كان المرء متعباً لا يوجد سوى الظل, الكل في الظل. هنا المرء يضيع في الراحة. و فيما بعد يصبح عسيراً البحث عن الذات.
أنّا كانت تستلم أيضاً بطاقات دعوى مختلفة لحفلات إستقبال صاخبة. بطاقات الدعوى كانت لا تحمل إسمها بل أسم شقيقتها. شقيقتها كانت بحق قد حظيت بزواج ناجح, أنّا كانت فخورة بذلك و كانت تحضر الحفلات بوجه مفعم بالحيوية. في البرازيل يدعونك بالاسم و المرء يلتفت فوراً, لأنه يعرف أن المقصود هو حقاً.
أنا استرقت النظر من النافذة. كانت تمر الخادمة من الطابق الثالث, و كانت كالعادة تغني. نظرت إلى الأعلى ثم اختفت في البوابة.
أنّا ملأت إبريقاً بالماء و قررت أن تسقي الزرع, بحذر, ببطء, في الفصول الطويلة حيث المطر لا ينتهي أبداً.
ثم عادت و أشرقت الشمس و هي جلست لتتصفح مجلة. كانت توجد رؤوساً مصففة الشعر, أحذية ترتديها الأقدام و أيد تحمل كؤوساً, كل ذلك في صفحة واحدة. في صفحات أخرى, عارضات أزياء نحيفات و عارضوا أزياء يستمتعون بجمالهم, نظرات بحارة, عيون مغمضة قليلاً لتحمي نفسها من ريح اصطناعية. حتى المرأة الإدارية كانت تريد أن تتكلم عن نفسها و تعرض بيتها الذي يغص في فوضى من كتب الفن و كلاب الصيد. كان البواب يعرض على الجميع الصور العائلية و أنّا كانت لا تطيقه. إعلانين لألبسة داخلية, ساعة سويسرية مع الوقت ضمن الوقت, حظك مع الأبراج. أنّا اندمجت في قراءة قصة تحمل رسوماً جذابة. كانت تعرف بأنه يجب عليها أن تسافر فوراً ولكن كل شيء فيها كان قد تحول فجأة إلى جمود ووهن. حتى الدموع التي كانت تنهمر بسرعة نحو الأسفل, كان هنالك قانوناً فيزيائياً يتحكم بذلك. الأمر انتهى فيما بعد, و أصبح في مقدور أنّا أن تسافر, حيث وجدت نفسها من جديد في بر الأمان. وضعت أسطوانة, بصوت خافت, لأنها لم تكن للآخرين. و هكذا لم يتبقى سوى غثيان بعيد, بعيد جداّ, كما البرازيل يعرف أن يكون.
حديقة بعد حديقة وصل إلاريو إلى طابقه. طابقين صعوداً على الدرج ليس بالأمر الكثير, ولكنه كاف لأن تبقى في لياقة بدنية جيدة. إلاريو استند على الباب و هو يلهث قليلاً. موسيقى إسبانية تتهادى من الباب المقابل. الفتاة لم تكن إسبانية كموسيقاها. و ربما لهذا السبب كانا يحبان بعضيهما البعض, الإثنان. الأول, بجانب النافذة, يستمتع بضباب غريب و كان يتابع العزف, ساهياّ, بينما الثاني كان حراً في قضاء لياليه الغجرية.
الرسامة أطلت لتأخذ الجرائد التي تركها البواب فوق ممسحة الأقدام. صباح خير متبادل. "من كان؟", كانت العجوز تسأل, و العجوز يشرح بصبر. "من كان؟", و العجوز يرفع كتفيه و يدلف المطبخ ليسكب القهوة في الكوب الخطأ. العجوز كانت لا تعرف شيئاً أبداً. طبعاً كانت تعرف بأنها متزوجة, تملك ولدين و ثلاثة أحفاد. ثم لا شيء. بينما العجوز كان يستطيع أن يعرف شيئاً أكثر, للحظة واحدة فقط, و كان ينساه فوراً.
كان بداية يوم اعتيادي, اعتيادي لدرجة أن أكثر الخارجين عن الأعراف كان لا يمكن أن يصفه بغير ذلك. ,لكن ربما أيضاً لأنه كان لا يولي اهتماما للواقع المحيط به و ذلك الصباح بشكل خاص, كانت تشعر أنها منيعة تماماً, إلاريو شعر للحظة بخوف مستهجن جداً. حدث ذلك بعد أن كان قد انتهى من ارتداء ملابسه و قبل أن يبدأ بتمشيط شعره. بعد أن خرج إلى الطريق, ملتفحاً بشال و معطف كما تقتضي الضرورة, استطاع أن يتذكر فقط بأنه كان متأخراً. متأخراً من أجل ماذا؟ وبالصدفة لم تكن تلك سوى واحدة من تلك الأسئلة التافهة التي كانت لا تستحق حتى الإلتفات إليها, و بالتالي إلاريو تصرف بكرامة ¸واضعاً نفسه تحت تصرف الباص, بوجه مختال, حتى نهاية الخط.
كل الأشخاص الذين لا يعتبرون أنفسهم ولجوا إلى العالم الخفي للوجودية المنغصة, و يفكرون على أية حال أنهم تجاوزوا المرحلة التي يجدون فيها أن البقاء على قيد الحياة هو أكثر سهولة من لعبة البريدج, يعرفون بشكل عابر أنه يمكن التساؤل سواء حول منشأنا و بنفس القدر حول مصيرنا. إلاريو, الوريث الشرعي لعائلة عريقة من الوطنيين الذين تجرأوا على أن يأملوا بتفاؤل في المزايا السامية لرجل المستقبل, توصل إلى نتيجة مفادها أنه يستطيع على الأقل الإجابة على سؤالين أساسيين. ثم رجع إلى البيت. بينما كان يحاول فتح البوابة الخارجية بمفاتيح السيارة و في نفس الوقت يدوس على يد حفيدة العجوزين التي كانت تحاول بيأس إنقاذ يد لعبتها, و هو ما أجبره على أن يلتفت بالكاد في الوقت المناسب ليلمح وجهاً ملائكياً, محاطاً بهالة سماوية, في تلاش متدرج حتى الانعدام التام. البكاء الحاد للطفلة لم يسمح له سوى التقاط الأحرف الأخيرة من الكلمة في نهاية الموعظة التي ألقيت خلفه. "أوتو" لم تكن كافية للوصول إلى مغزى الرسالة و لا إلى إلاريو, شاعر مبتدىء, لم يكن يخطر على باله سوى "عطس", "بصق" و "سلّم". انتظر عدة ثوان و اختار الخيار الثالث. ثم رفع الكعب القاسي و استطاع أن يدير المفتاح في الباب و هو ساهٍ قليلاً و يغلق خلفه عالم مليء بالصراخ. ألقى التحية باحترام على البواب, و باحترام أقل على الكلب الذي يكرهه. الكلب بدأ ينبح.
بعد أن دخل الصالون ألقى بنفسه على الأريكة القديمة و بقي لفترة طويلة مستلق على ظهره و هو يراقب تفاصيل ذلك الصنف المعين من الوقت الذي يتلاشى بسرعة بين آونة و أخرى. و بالفعل كان يتحرر في تلك اللحظة بالذات و, كغيمة, كان يحتضن كل شيء, يتحول إلى أوزة و يتأرجح بغباء ثم كان يتمطمط و كنت تراه حصاناً يعدو جامحاً. كان يمارس لعبة خداع النفس, كان يخدع الوقت. "يجب أن أبحث عن الهاتف و أتصل بأمي". الهاتف المفقود أعلن فقدان أمه أيضاً. إلاريو كان يستعد لأن يوظف خياراً لحالتي الضياع تلك عندما وقع دوياً عنيفاً استبقه أنيناّ أجشاً ولكن بنفس العنف, حيث جعل الكؤوس ترتج. الصوت أجال الغشاوة عن الصوت و ارتجل موعظة غير مرئية إستغرقت ثوان قليلة و بسرعة معقولة تماماً. سلسلة من التأتأت و الشهيق جعلا الفكرة أكثر غموضاً. و رغم إلحاح الجمهور, لم يسمح لنفسه بالإعادة. إلاريو اتجه نحو المطبخ مستسلماً ليحضر لنفسه فنجاناً من القهوة. بإنتظار أن تسخن غلاية القهوة انتابه ذلك الخوف الصباحي الذي جمع بما فيه الكفاية من المعلومات ليدافع عن نفسه من تهمة التهريج.
خطيبته الجديدة, التي هي جميلة جداً, المعروفة ﺑ "يا للسأم" عند الأصدقاء القليلين المخلصين, كانت تستهلك صبره في مطعم صغير و جميل في الجوار. في الظهيرة تذكرتين لحضور أحد الأفلام البوليسية حيث, أواه, لكانت وضعت حداً للمحادثة الحامية التي ابتدآها على الطاولة.
بائع الزهور كان يعاني من الألم و كان يتحرك ببطء, و الزبائن كانوا ينتظرون بصبر. دور إلاريو كان الأخير. كان ينتظر بأدب, تفكيره في مكان آخر و إصبعه في منخاره, عندما لمسه أحد ما من كتفه. إيلاريو قفز مجفلا, ثم استدار, و رأى عجوزاً متورد الوجه, بعينين سماويتين, بطيبة ووهج نادرين, على الأقل نادرين بنفس المستوى, يرقص فوق رأسه. العجوز سحب إلاريو جانباً و همس في أذنه شيئاً غريباً. بما أن إلاريو كان طويلاً جداً و الرسول الغامض كان قصيراً جداً, و إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن عظم الساعد يمتلك خواصاً سمعية أقل بكثير من الأذن, الرسول ضاع مرة أخرى. في هذه الأثناء, إلاريو أعاد حشر إصبعه في منخاره و ذهب دون أن يشتري الورود. بلا ورود لا توجد خطيبة, حسب أقسى الأصول المعروفة. ثم عاد إلى البيت ثانية.
كان يطل من نافذة الصالون عندما حطت حمامة بيضاء تهدل حسب الأصول على حافة النافذة. كان الجو بارداً قليلاً و إلاريو أغلق زجاج النافذة بحركة قوية. الحمامة, بعد أن استطاعت أن تنقذ أحد جناحيها بأعجوبة, بقيت في الخارج, مندهشة, مع رسالتها المربوطة على رجلها. في غياب الأفضل, تحولت إلى شعاع من النور و اختفت كالبرق في الضباب.
إلاريو بدأ يفكر في الأشياء التي تحدث معه. ثم قرر بأنه سيكون من المفيد اختراع عذر للخطيبة و في النهاية انتزع من رأسه هذه الفكرة أيضاً. النهار, بعد تحاشي خطر التهميش, كان يتواصل بانتصار.
من الشقة المقابلة كانت تسمع موسيقى إسبانية, مثل كل يوم.
الهاتف رن مرة واحدة, ثم مرة أخرى و أخرى: لا أحد. "هل تردين علي" صرخ إلاريو بأمه المنحشرة في كنبة من الجلد. بعد الملاحظة الدقيقة للابن, انتبهت المرأة أنها كانت بصدد إخفاء غفوتها الأكثر صفاءاً خلف انطباع من القلق. "عفواً ولكن الوقت متأخر" قاطعته, ثم عاودت فوراً غفوتها و هي عابسة. إلاريو ارتدى قبعته و خرج صافعاً الباب خلفه. عندما تجرأ احدهم على الضحك في الشارع تذكر بأنه لم يمتلك أبداً أية قبعة ثم أنزل الخمار على كبريائه القاني.
كانت هنالك رسالة تنتظره في البيت. الرسالة كانت قادمة من الطابق السفلي و كانوا قد سلموها خطاً إلى الرسامة. كانت تعتذر و تقول بأنها لم تفتحها. عندما وصل إلاريو إلى الحمام, أسندها على حافة الحوض الذي كان جاهزاً لعملية غطس ساخنة. الظرف المختوم سرعان ما وجد نفسه يتأرجح بين الأمواج. الأحرف الذهبية بدأت تغادر أمكنتها الواحدة تلو الأخرى و طبعاً كان من غير الممكن الآن تخمين الترتيب الأصلي للأحرف الغوطية الجميلة. إلاريو نظف الحوض و بدأ يملأه بالماء. بعد انتهاء الحمام منح نفسه ساعتين من النوم ثم أشعل التلفزيون. كانت قد بدأت الأخبار و, في ندرة الأفعال المضادة, كان يمكن تأمل شخص مجنون و هو يستعد للإعلان أنه تلقى وحياً سماوياً:" فوجئت بروح, أو بملاك, لا أعرف, الذي قال لي: - الرب اختارك أنت, الأول من بين البشر, حسن .. بكل صراحة أنت ستكون الثاني ...".
كلب البواب كان فيلسوفاً. لم يكن يقله البواب, لأنه كان لا يعرف.
لا أحد كان يعلنه. هذا الأمر يعلن في هذه اللحظة لأول مرة. و سوف لن يعاد مطلقاً. أنّا كانت تتنفس في الطابق بعد عودتها من البرازيل منذ قليل.
الجامعي خرج من المصعد و حيّاها بأدب. أنّا فكرت بأن الطقس كان بارداً, و أن تخبره ذلك. الجامعي اقتنع بذلك و حدد لها درجة الحرارة. ثم حدد أيضاً درجة حرارة اليوم السابق ثم الأيام السابقة ... أنّا لم تجرؤ على تكذيبه ولكنها قاطعته في الوقت المناسب.
هو سألها عن الرحلة. أنّا كانت مستعدة و سرّت من السؤال. ولكن الجامعي أراد أن يعرف رقم الرحلة أيضاً و هذا كان بحق كثيراً. أنّا ودعته و استقلت المصعد.
الجامعي فوجىء و تذكر أن أمراً كهذا لم يحدث له منذ 28 نيسان عام1998
كان قد حدث يوم الخميس.
لوحة الرسامة كانت قد رُصدت. رُصدت من قبل الرسامة. فوق الحامل, في الصالون, لم تكن قد وجدت الوقت بعد لتنهيها. كانت تتذرع بالحجج عندما لا تكون صريحة مع نفسها و عندما تكون صريحة مع نفسها أيضاً. ولكن عندما كانت تعود لنفسها, كانت تعرف انه لم يكن في استطاعتها تغيير أي شيء فيها, لأنها كانت قد تغيرت. لوحدها. الرسامة نظرت إلى اللوحة من زاوية مختلفة, من زاوية كانت لم تنظر منها أبداً, و شعرت بالامتنان. ثم بدأت تقيّمُها من مسافة قريبة جداً, و من فوق الحامل. ثم من الأسفل إلى الأعلى. كانت اللوحة الوحيدة في حياتها. و هي التي كانت قد رسمتها. و كان حتماً لا يمكن القول أن مسيرتها الإحترافية قد انتهت: حتى لوحتها لم تكن قد انتهت بعد. لمست بأصابعها الجميلة اللوحة اليابسة تماماً, غيّرت من مكان الكرسي و جلست مقابل عملها الفني. لاحظت أنه كان من المناسب تحريك الحامل ولكنها لم تشأ أن تتعب نفسها أكثر من اللازم و أسندت كوعها على ذراع الكرسي و ذقنها على راحة كفها.
كان الجو حاراً و الصالون معتم قليلاً, الرسامة فقط تستطيع أن تكون بمستوى الموقف. أغلقت عينيها و كانت هنالك لوحتها: في ظهر يوم شتوي, ممطر, غرفة مظلمة, إمرأة تجلس على كرسي, العيون مغمضة. الكل كان في انسجام تام. حتى الجزع الاعتيادي ذو النهفة الناعمة و الوتر المشدود. كان لا ينقص أي شيء, كانت تكسب وقتاً, و كانت تترك نفسها للغزل, الذقن في راحة اليد. دون القلق المبتذل من الخلق التي تعرف بأنه لا يمنح سوى ما يقارب الشيء. الرسامة فتحت عينيها سعيدة, نهضت من مكانها, فركت يديها. حتماً كانت فنانة حقيقية. ليس من أولئك الذين يشتكون دائماً, الذين يتألمون أثناء المخاض, الذين يتابعون الكلام عن أشياء لا يفقهونها. كانت رسامة حقيقية وكان البرهان هو البساطة.
كانت تكره أقلام الكتّاب, السلّم الموسيقي و الأيدي, و الآن كانت تشعر بالجوع. أخذت علبة من البسكويت من الخزانة و رجعت إلى الصالون. لوحتها كانت حلوة الطعم و تلتصق بالأسنان. ثم أضيئت المصابيح فجأة و الرسامة بدأت ترتدي ثيابها لإحدى حفلات الاستقبال. كانوا يفتتحون صالة عرض و صديقتها كانت المشرفة. كان لا يمكن أن تغيب. لكانت حتماً تمكنت من العثور على بعض الجمل المناسبة, مفيدة للاحتفاء بغير المفيد. لوحتها لكانت ابتسمت, في البيت, لكانت فكّتها بهذه الطريقة, في أن تبتسم بلا فائدة.هي لم تكن بحاجة لتعرض شيئاً. أي شخص كان بإمكانه الحضور لبيتها و أن يكون ما يتمناه سوية مع لوحتها. كانت تكره الرسم و تكره الألوان, تلك التي تستخدم في تلوين السطوح. كانت تكرههم منذ فترة طويلة, من المخربشات. لم تكن قد مالت إلى الرسم, مذ كانت طفلة, و لازالت كذلك, لهذا السبب كانت قد تحولت إلى رسامة و لكانت قد بقيت دائماً. لهذا السبب كانت لم تقطع أي شيء من ذاك الذي ينمو لتثبته بطريقة خرقاء. كانت قد مررت فقط أصابعها المغلقة قليلاً. و كان ذلك غوصاّ بلا حدود في لوحتها.

ارتدت المعطف الواقي من المطر و خرجت. عادت و خلعت المعطف. في هذه الأثناء كانت قد وجدت الطريقة للتكلم في المعرض, للتكلم عن المعرض و التعرف على ناقد.
الآن كان معها يساعدها على خلع المعطف. الرسامة اتجهت فوراً نحو المطبخ و هو تبعها, تبع بشكل خاص حركة الأرداف. لحسن الحظ كانا يسيران في نفس الاتجاه و الناقد لم يضطر للاختيار. المطبخ كان كبيراً و ابتدآ بفرم الخضراوات لطبق الأرز. الرسامة منحنية إلى الأمام, الناقد كان أكثر إنحناءاً منها, العين خبيرة. هي كانت تتكلم بمرح عن الأشياء التي تحكى عادة مع ناقد, حتى مع ذاك الذي يبدي اهتماماً أكثر لفتحة الصدر. الفنانون الحقيقيون يبقون من الطرف الآخر لكل شيء و ليسوا بحاجة ليعبروا عن أي شيء. و بهذه الطريقة يبقون قلباً و قالباً مع الأشياء, في أعمالهم الفنية. و هم كذلك في كل لحظة بأسلوب مختلف, بشكل قطعي. الناقد كان يفهم جيداً, و كان يفرم الخضراوات بشكل أفضل. ثم وجد نفسه يحرك الأرز, بينما هي تتابع الكلام بشغف تام. في لحظة وعي أدرك أن عمله سوف لن يثمر شيئاً, عمل الناقد, ليس حتماً تحريك الأرز. ولكن فيما بعد هي قالته له بكل صراحة و هكذا ترك نفسه عرضة لضباب بخار الطبخ, منكسر الخاطر. تناولا الطعام بسرعة, خاصة الناقد. الآن و بعد أن توقفت الأرداف عن الحركة كان ينظر إلى رقبتها, إلى شعرها, و كل شيء كان يجازف بالحركة, حتى و لو قليلاً.
هي كانت ترغب في شرب شيء ما, في الصالون, هو رافقها, آخذاً بذراعها. كان عطرها نافذاً, لجسم مكتمل, و كان يسري بدفء في ثنية الذراع. جلس الناقد على الأريكة و هي جلبت له كأساً من الشراب. و فيما بعد, أراد أن يفحص اللوحة, هكذا, للقيام بعمل ما فقط, و كان يضحك بمرح. حتماً لما كان أصغى إليها, نظرة متأنية فقط, كل الوقت, و هي كانت تعرف ذلك جيداً و كانت تضحك أقل منه. إذاً تم إشعال ذلك الضوء في زاوية الصالون, مقابل الحامل و اقترب بفضول و حذر من اللوحة. ,لكن كان يجب عليه أن يكون أكثر من ذلك, فضولي في البداية و حذراً الآن. كليهما كانا هنالك, هو و الرسامة ..... كان لا يمكن أن يتخيل المرء أكثر من ذلك, على الأقل ليس أثناء حضورها: مخلوقات بلا رؤوس, أجنة, و حرق جرح, مبالغ فيه, منتشر. التفت, الناقد, هي كانت تبتسم بهدوء. تعثر بالمعطف و خرج, دون صوت, الرسامة التي تقف بجانب اللوحة حيته ببساطة.
لحسن الحظ لا أحد كان يقطن فوق إلاريو. لم يكن السبب واضحاً كثيراً ولكن أحد ما كان يدعي ذلك, ربما أحد الساكنين القدامى. القدامى كانوا لا يستطيعون التأكيد بأنهم يعرفون إلاريو, ولكنهم كانوا يعرفون الشخص الذي كان يسكن الشقة في السابق, شخص لا يوصى بمعرفته. الشيء الذي يحسب له في الحياة, هو الانطباعات الأولى.
في الحقيقة هناك من قطن مقابل إلاريو: زوج و زوجة من النمط المختلف, أي المختلفين فيما بينهما, كما تفرض الطبيعة. في أحد الأيام, كان يجب أن يذهبا إلى مكان ما و كانا قد دخلا الأوتوستراد. ثم كان عليه أن يدفع رسم الطريق إلا أنه كان قد نسي النقود, و هي أيضاً, و الجابي أعادهم إلى الوراء. كانا قد سافرا و هما يتخاصمان و تابعا و هما يتخاصمان, و بما أنهما الآن يملكان سبباً آخراً. كانا قد توقفا في محطة للوقود, و اتجها نحو المراحيض, و خارج الأبواب اصطدما بطريقة مفاجئة مع الأقزام الأساسيين و عادا للشجار. لم يجدا حتى لحظة واحدة للتكلم مع أحد ما و كانا قد سافرا مجدداً بلا نقود, بأصوات عالية. كانا يتشاجران و الجباة كانوا لا يدعونهم يعبرون.
هذا كان يحدث قبل بضعة أعوام و كان اعتقادا راسخاً أنهما لا زالا موجودان على الأوتوستراد. لم يعد أحد ينتظرهم بعد. في يوم ما, بلا جدال, كان الوقت سينتهي.
كان يبدو و كأنه صندوق مشعوذ. و في الداخل كان يوجد البواب و كلبه. ثم طاولة للكتابة أيضاً, كرسي, مدفأة متوقدة في الشتاء, و تلفزيون مشعل دائماً.
كلب البواب كان لا يشاهد سوى المناظرات السياسية و بعض الأفلام القديمة الجيدة. البواب الأكثر سذاجة و الرومانسي قليلاً, كان يتابع كل شيء بأعين نهمة, فوق كل شيء المسلسلات. و كان كلبه لا يريد أن يطلق عليه اسم "ميراندا" كان أمراً لا يطاق بحق. كلب البواب كان ثعيلباً, و إذا كان لا يوجد مفر من اسم مضحك, كان يفضل لو أنه يبقى فيما بينهم. ولكن بالعكس, الكل كان يأخذ حريته.
من جهة أخرى, هو كان أول من يتمنى أن يكون آخراً, يا حبذا كلب صياد, الحاصل على منزلة معينة. كان لا يوجد كلاب للبوابين. توجد كلاب للمكفوفين, مثلاً, و ربما كان أفضل لقيادة اللعبة. و على الأقل لكان ذلك التلفزيون الأحمق قد كف عن ملاحقته. يا للتعب. في أحد الأيام فكر كلب البواب:"الحياة خاصة إنسانية رهيبة, لهذا السبب لا أستطيع أن أتأقلم". "وأنا أيضاً" أكد البواب. كان يجيب سوية مع فرناندو بسبب إعادة الحلقة للمرة الرابعة.
كلب البواب خرج من صندوق المشعوذ, خرج من البوابة أيضاً و استلقى في المدخل, بجانب الإنترفون. في أثناء ذلك, البواب كان يغرق في القبلات الحميمة, الشاشة كانت قريبة. كان يملك خزانة يحتفظ فيها بكل الأشياء التي كانوا يهدونها له. إذا كانوا لا يهدونها له, كان يأخذها. كان يملك شال المساء للرسامة, إحدى قفازات أنّا, مظلة إيلاريو, و حتى ممسحة زوجي الأوتوستراد. كان يحرص كثيراً على تلك الهدايا و من وقت لآخر كان يفتح الخزانة للتمتع بهم. الكلب كان يفكر أنه في النهاية رجل طيب, مع نقص شديد في العواطف. هو على أي حال كان لا يملك أية نية لتعويض ذلك النقص, كان يملك أشياء أخرى للتفكير بها, كيف يبقى في الوجود دون أن يعيش, لنقل واحدة منها, و كان يلزمه التركيز. أحد الساكنين القدامى تعثر به, و هو يمسك بيد الحفيدة. رآه من الخلف, الواحد بجانب الآخر, ثم عاد يغفو. البواب انحنى ليلتقط ريباناً سقط من شعر الطفلة, رسم إبتسامة شكر طفيفة على شفتيه, و أغلقه بإحكام في الخزانة. الكل كان يحبه كثيراً في تلك البناية, حتماً أكثر من أي مكان آخر. تمدد سعيداً على الكرسي, على صوت العالم الأزلي للتلفزيون.
ثم حدث ما لا يتوقع. أو الأفضل, فيما لو أن كلب البواب انهمك في الأخذ جيداً بعين الاعتبار العلاقة ما بين الحادث و نتيجته ربما لكان استطاع التكهن به. ولكن في تلك اللحظة بالضبط, كان يستمتع بغفوته.
سمع صوت إنفجار. ثم بدأ البواب في نداء ميراندا. الكلب فكر أنه ربما كان من الأفضل تجاهل الأمر. ولكن البواب تابع بنفس النبرة, أو بالأحرى بنفس اللغة, فيما إذا كان بالإمكان اعتبارها لغة. كان يعتمد مصطلحات خاصة جداً, بنبرة أمريكية لاتينية بشكل عام. الكلب أصيب بالقلق, و قرر أن ينبح بأقوى ما يستطيع. في هذه الأثناء البواب فتح الخزانة و دون أن يتوقف أبداً عن الكلام, ابتدأ يرتدي شال الرسامة و قفازات أنّا, و يلف على المعصم ريبان الطفلة, و المظلة بيده, يوضب الممسحة خارج صندوق المشعوذ.
الكلب ارتأى أن يصرخ ليحرك المصعد. أول من وصل كان إيلاريو, لم يعر اهتماما لمظلته و اقترح على العجوز الذي كان يقف خلفه بأن ينادي أنّا كمترجمة. ولكن أنّا كانت لا تتمكن من فهم أي شيء, و حتى الفتاة التي ترقص الفلامنكو. كانت توجد الكثير من الكلمات التي تنتهي بحرف اﻠ "س", كما أشار الجامعي, كان ذلك أمر مفروغ منه.
التلفزيون مغلق و الكلب يفكر. ثم حان وقت الرسامة, التي لاحظت قفازات أنّا ولكنها لم تقل شيئاً. حاولت العجوز أن تقوله فأسكتها زوجها. البواب, بتشجيع من الجمهور, كان يتابع عرضه متوجهاً تارة لهذا و تارة لذاك. و كان لا يمكن فعل أي شيء سوى الابتسام, أو موافقته بسرور, حتماً دون تصفيق, لأنه يتطلب بعض الجهد. للمناسبة أحد ما تذكر الزوجان اللذان اختفيا في الأوتوستراد, و ساد على إثره بعض اللحظات من الصمت الديني. البواب أراد أن يبدأ مونولوغاً مأساوياً, ولكن لا أحد تمكن من متابعته و مبادرته انتهت في تلك النقطة. بالفعل لم يكن هنالك شيئاً يمكن فعله و الكل كانوا يتبادلون النظرات فيما بينهم, بملل تقريباً. ولكن الكلب لم يتوقف أبداً عن التفكير, التلفزيون كان مطفئاً.
في النهاية حفيدة العجوزين اقتربت بفضول من الشاشة, ضغطت على أحد الأزرار, ثم على زر آخر, بعض التشويش ثم بدأ العالم يسري ببطء مضيئاًً.
و هكذا توقف كلب البواب عن التفكير و عاد لينام بقرب لوحة الإنترفون. البواب شكر جمهوره بأسلوب مفهوم ثم لم يعرهم أدنى إهتمام.
كل واحد تعرف على غرضه ولكن لم يكن شجاعاً بما فيه الكفاية ليعترض, بينما الخزانة كانت توصد بأعجوبة.
اندفاع نحو المصاعد و على الدرج كأطفال مدارس مشاغبين. ثم, عادت الحياة إلى طبيعتها على الإيقاع الدافيء للتلفزيون. و فرناندو عانق بيترا. طبعاً كان لا يمكن أن ينتهي الأمر أفضل من هذا, ليتتبعوا, مقتنعين من النهاية.

ميا ليكومتهْ من مواليد ميلانو 1966, تعيش في روما. تمارس أعمال النقد و النشر في حقل الأدب المقارن, و بشكل خاص أدب المهجر: تدير سلسلة "مواطني الشعر" التي تصدرها "زون للنشر – روما", المخصصة لشعر المهجر الإيطالوفوني, و هي تشرف على إصدار الانطولوجيا "على حدود الشعر. شعر المهجر بالإيطالية" (فلورنسا 2006) و بالاشتراك مع لويجي بونافيني "الخارطة الجديدة: أشعار كتاب المهجر في إيطاليا" (لوس أنجلوس 2006) و كانت قد ألقت محاضرات حول هذا الموضوع في الجامعات الإيطالية و الأجنبية, كالجامعة الحكومية في نيويورك, في المركز الثقافي الإيطالي في نيويورك و سان باولو (أسبوع اللغة, تشرين الأول\ أكتوبر 2004). تدرس في المشغل المتعدد الثقافات في روما "ورشات التاريخ – أصوات من المغتربين", الذي كوفىء بجائزة سوليناس و من مؤسسة دي لييغرو. شاعرة, تكتب للمسرح و للأطفال, من منشوراتها: "الحيوانات الناطقة. كلمات الحيوانات في أدب القرن الخامس عشر و السادس عشر"(فلورنسا 1995), كتب الأطفال "حكاية بلا نهاية و حكاية مستحيلة"(تورينو 1987), "تريتيريتره" (بيرغامو 2001), المجلد التصويري "أماكن شاعرية" (فلورنسا 1996), الذي تم تحقيقه مع المصور سيباستيان كورتس, و المجموعة الشعرية "أشعار" (نابولي 1991), "هندسة إنسيابية" (سالرنو 1996), نواح الضائع (براتو 2002 , مع نص إنكليزي مقابل, و رسوم حفر للفنانة الكندية إريكا شوتلوورث), "سير ذاتية لم تعاش" (ليتشه 2004). أشعارها نشرت في أنطولوجيات و مجلات إيطالية و أجنبية, من بينهم "شعر", "صفحات", "نصف الدائرة", "المرآة" ملحق جريدة "لا ستامبا", "لآريا دي بروكا", "لا موسكا دي ميلانو", "جورنال أوف إتاليان تراسليشن" (الولايات المتحدة الأميركية), "أركويترافو" (كومو), "أوروبور" (برينديزي). و هي محررة أيضاً في المجلة النصف سنوية "نصف الدائرة" و المجلات الالكترونية "كووما", "القبلي", و "ساراغانا". تتعاون مع جريدة "لو موند ديبلوماتيك" الملحق الشهري لجريدة "المانيفستو".

ترجمة: يوسف وقاص

Home | Archivio | Cerca

Internazionale

 

Archivio

Anno 4, Numero 16
June 2007

 

 

©2003-2014 El-Ghibli.org
Chi siamo | Contatti | Archivio | Notizie | Links