إلى أمي
"I"
إبتسامتك سطر على ورق
الكارّيه الطفولي و شاسعاً يتمحور
السؤال – هل تأتي غداً – سآتي
كالمطر الذي يؤذن عن مجيئه في رائحة
السماء, ولكن الأرض تنتظره لتغسل
الجفاف الذي يبتره في المنتصف.
المطر يغير من طبيعة التكوين,
الذرات تلقي بنفسها داخل حلقك
في البحث عن عناقي و الصبر
يجنيه خلف ظهر إمرأة,
داخل قلبك الذي يشيخ
و يصعد راكضاً إلى القمة
"سأمر وسآخذك في الوقت المحدد لجولتنا؟"
"II"
الأيام تضغط كاحليك, ألمس
الجرح في الموضع الذي أصابتك فيه الشاحنة
على الخصر, حيث سبقك الألم
و فرض قانونه على العظم
في منتهى البياض كي يفوز.
لا تتوقف عن تخيل حقول الماء
في شرق البيت – مع غرفة المؤونة
في الطابق الأرضي, فوق حيث
كنا ننام – معاً لكي لا ننسى اللغز
في الأعوام الأولى, الطائرات الأولى
من إحدى الحروب. كانت قصيرة طفولتك
الصقيعية و ربيع بلا جوارب
لم يكف لإبقاء الموت
بعيداً. الجبهة ثقب في المسيرة
و كل القصص تتلاشى
"III"
القدر كان يريدك مطوية على نفسك
كقصة لا يريد أحد
جلبها معه. أنا كنت الياسمين في الرواق,
أنت أخدود وراء الحقل
و رغبة كبيرة في الفرار.
طريق "غالاّراتيسي" لا يزال يمر
بين الخنادق, ما وراء إسمنت البيوت
التي نمت بسرعة في الستينات, كشجرة
في بياض الخريف.
الآن تقول لي – الأحد هو اليوم
الأكثر طولاً في المخيلة –
أعرف ذلك, المرء يشعر بالتعب عندما الساعات
تتحول إلى حساب يخطو مستقيماً
ما بين كرسياً و آخراً
"IV"
باب البيت الآن خط فقط
في المحيط – عتبة لم تعد مفتوحة –
و الوقت يجني طقوسه,
نهج مستقيم ما بين هنا في الأسفل و السماء.
داخل المساحة لا أمتاراً و لا زوايا,
ولكن هماً أين تجلس في الصباح و تبقى.
الغرفة, قفزة بأعين مغمضة
"هنالك دائماً اختياراً آخراً"
ولكنك لا تعرفه, أنت لا زلت الطفلة
الساحرة, الأقدام المترددة في الرسم.
في الليل تتحولين إلى إنسان شديد البأس, كالبوم
دهشة من بأس الأحلام.
الساعات مسجونة في المنديل
و الطفولة لم تعد تنمو حتى
في الذكريات. حتى و لو ناديته بالاسم.
تشغلين الصوف, تحيكين الذنب على بهجتك.
أنا أجلس مصرة على أن أجعل العالم يدور
حيث كانت تنمو ورود
وعدنا.
ترجمة: يوسف وقاص