هذه الشموع المغطاة بحدبات و خربشات
تحلم بمساحة ذات انعكاسات سوداء, طبيعة لا أستطيع أن أجزم بأنها صامتة
ولكنها غائبة عن الوعي: تفاحات مُبٍَوْدرَةٌ, أشجار أجاص مخنثة,
ماندولين مقلوب على قفاه, المؤخرة نحو الأعلى,
أقمشة ثمينة و كريستال, مرايا و مزاليج
و صراخ يصطدم بمرآة و بعدها يصمت.
هذه الشموع المغطاة بالخربشات و بحدبات تحلم
كنيسة تغص بالفوضى و معتمة كجوف غرفة المهملات,
و بين أرواح حذرة و غبار عظام
و عثّ في غرف الاعتراف
عجائز عابسات و لدودات يصلين جاثيات
و يتقزمن و يتقوقعن كحزمة من التجاعيد.
هذه الشموع المغطاة بدموع آنية
تحلم بزوبعة من الأوراق, ببقايا ريح
خيم لاهثة, نافذة تُصْفق
مزهرية دفعت من اللاشيء تسقط و تتهشم
و ذاك الذي بلا جدوى يجلس في زاوية منعزلة
يسند خده على يده و يفكر
و بين فترة و أخرى يحك ذقنه.
هذه الشموع الذليلة و المراعية تنطفىء عندما
تجد ضوءاً مليئاً بالأشياء
الظلام, لسان ثعبان يعثّ في الأذن, يفر خائفاً
يجرف معه فراغات لا حصر لها تغص بالذاكرة
الكل يشتعل, حتى التلفزيون
يبقى في الهواء لمسة و هروب
لأربعة أقدام و تثاؤب.
ترجمة: يوسف وقاص